السبت، 7 ديسمبر 2013

تعريف عيد الكريسماس السنة الميلادية وحكم الاحتفال بيه.رسالة هامة لكل مسلم

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن !؟ " 
  رواه البخاري ( 3269 ) ومسلم ( 2669 ) 

 من جملة ما قلدوه فيه مصيبة الاحتفال برأس السنة الميلادية، لقد انتشر هذا المنكر الشنيع بين المسلمين وانشغلوا به انشغالا كبيرا، واهتمّوا به وتهيّؤوا له، واتخذوا مناسبته عطلة وعيدا لهم، وذلك بسبب ضعف الإيمان في قلوبهم وتقليد النصارى واتِّباع سيرتهم ونهجهم في كل ما يفعلونه، وبسبب الانبهار والإعجاب بحضارة الغرب المادية الزائفة والانخداع ببريقها المخدر، وبسبب الغزو الفكري والثقافي والترويج الإعلامي المسموع والمقروء والمرئي الذي يحرّض على هذه الضلالات، ويلفت إليها أنظار الناس وأسماعهم، ويحرك قلوبهم لها، ويثير أهواءهم للاستعداد لها، فما إن تقترب هذه المناسبة حتى ترى المسلمين يستعدون لها وكأنها من أصول الإسلام، بل منهم من يعتبرها أهم وأولى من الأعياد والمناسبات الدينية والأحداث التاريخية الإسلامية، فجعلوها معيارا يسير عليه التاريخ، بدل اعتماد التاريخ الهجري الذي يجعل المسلمين مرتبطين بأصولهم ومطلعين على تاريخهم المملوء بالأمجاد والبطولات والمفاخر، وسبب ذلك أن الناس أصيبوا بخلل في معارفهم الدينية ونقص في زادهم الإيماني، حتى أصبحوا لا يفرقون بين ما هو حلال وبين ما هو حرام، ولا بين ما هو أصيل ولا ما هو دخيل.

 
ما هو عيد الكريسماس؟

يسمى: عيد الكريسماس، وهو يوم (25 ديسمبر) عند عامة النصارى، ومناسبةهذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح عليه السلام كل عام، ولهم
فيه شعائر وعبادات؛ حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة،وبعض مظاهر الاحتفال تكون على
شكل إعطاء الهدايا و وضع شجرة الميلاد ووجود شخصية بابا نويل والاجتماعات العائلية وقصة عيد الميلاد
مذكورة في أناجيلهم (لوقا) و(متَّى) وأول احتفال به كان عام 336م.
وكلمة الكريسماس  تعني الاحتفال بميلاد المسيح من قبل النصارى،كلمة Christmas مكونة من مقطعين : المقطع
الأول هو Christ ومعتاها المخلص وهو لقب
للسيد المسيح المقطع الثانى هو mas وهو مشتق من كلمة
فرعونية معناها ميلاد .
وتبدأ مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد مع بدايات شهر ديسمبر، ولكن تزداد بشكل كثيف عند حلول 20 ديسمبر، ويعتبر
يوم 25 ديسمبر هو عيد الميلاد من كل سنة. ويستمر 12 يوما، أي إلى 6 يناير.


ما هو عيد رأس السنة ؟

للنصارى في ليلة رأس السنة (31 ديسمبر) اعتقادات باطلة، وخرافات كسائر
أعيادهم المليئة بذلك. 
ان من اهم الشعائر الدينية هي الأعياد.. لذلك نرى النصارى تتخذ من يوم الخامس والعشرين من ديسمبر(يوم الكريسماس) عيدا وذلك بمولد عيسى المسيح الذي يعتقدون انه ابن الله_تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا_ ونرى يوم الكريسماس مرتبطا بالكفر الأكبر الذي إذا سمعته الجبال والسموات والارضون كادت تفطرن وان تتصدع.
(( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق
الأرض وتخر الجبال هدّا * ان دعوا للرحمن ولدا و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا
)) سورة مريم آية

88-92
 فكيف (يامسلمون) تشاركون النصارى في أعيادهم وفي احتفالاتهم وتهنئتهم في هذه المناسبه على باطلهم ودينهم الذي هو رمز ديني لعقيدتهم الكافرة الضالة.. أليس ذلك اقرار منكم على دينهم الباطل !!
ومما يندي له الجبين ان نهنيء ونبارك ونشارك من يشتم الله سبحانه وتعالى ..
 وذلك لقول رسولنا الكريم في الحديث الصحيح :
قال الله تعالى : "شتمني ابن آدم ؛ وما ينبغي له أن يشتمني ، وكذبني ؛ وما ينبغي له أن يكذبني ، أما شتمه إياي فقوله : إن لي ولدا ، وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد ، وأما تكذيبه إياي ، فقوله : ليس يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته"
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4323
خلاصة حكم المحدث: صحيح
  
ما حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ؟

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق 
 كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب ( أحكام أهل الذمة )
 حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .

وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق ، وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .

وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } 
  قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .

ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .
والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز .
( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 ) .

هناك تعليق واحد: